هواجس الحرية بعد زمن "الطواويين" / مازن العليوي

الوطن
الاثنين 19 رمضان 1428هـ الموافق 1 أكتوبر 2007م العدد (2558)



في الزمن السحيق المبحر في ذاكرتهم كان هناك "طوى" الذي مارسوا فيه حريتهم الكتابية ـ طبقا لتعريفهم لها ـ بأسماء تخفي تحتها نخبة من أقلام جادة وأخرى عابثة... لكنهم لم يستمروا.. وبعد الإغلاق، وبالتدريج... ضمن حالة انشطارية غريبة بدأ عدد المنتديات الحوارية يتزايد على شبكة الإنترنت، وصارت معظم المواقع تطرح شعار الحرية وتتسابق على كسب الأعضاء، وما يلاحظه أي متابع أن أغلب الأعضاء في المنتديات الجديدة هم من أعضاء تلك القديمة التي هجرها بعضهم بسبب الوصاية الزائدة عليه كما يتضح من اعتراضات يرفقونها عادة مع مدوناتهم الاحتجاجية.
وربما قادت الوصاية عددا من الأعضاء إلى إعلان الاعتزال النهائي أو التوقف عن الكتابة إلى حين عودة الحرية إلى المكان، تلك الوصاية التي يتحدثون عنها جعلت الأعضاء يتبادلون الرسائل الخاصة متنادين كلما تم إنشاء موقع جديد، معبرين في رسائلهم عن سخطهم مما يحدث من إزعاجات، يقول أحدهم عن القائمين على أحد المنتديات: "يلاحقوننا كأننا مجرمون، يريدون أن يعلمونا الأخلاق والكتابة والتفكير".
يتذكر أي متابع لحركة المنتديات أنه في أوائل المرحلة الانشطارية انشق بعض أعضاء منتدى دار الندوة عنه قبل إقفاله، وأسسوا موقعا جديدا أطلقوا عليه اسم "الحرية"، وتسرب أهل الندوة إلى "الحرية" عبر نداءات متبادلة، وأغلبهم حمل معه اسم معرفة اشتهر به، لكن الحال هناك كما يبدو لم يرق للبعض لأن الحرية التي يأملونها لم تكن موجودة بقناعتهم، فاتجهوا في انشقاق جديد إلى إنشاء موقع جديد أسموه "الطومار"، ثم ظهر منتدى اسمه ""... وبعده ظهرت "الشبكة الليبرالية السعودية"... وغير ذلك مما ظهر ولم يستمر، ومما استمر. وما يلاحظ أن كثيرا من "الطواويين" ما زالوا يحملون أسماءهم القديمة التي استهلوا بها رحلة التدوين الإلكتروني.
حين تسأل عددا من مدمني المنتديات الرُّحَّل عن أسباب ترحاله، تصب الإجابات كلها في مسألة الرقابة الزائدة والحرية المطلوبة الغائبة. ولكن هل الطموحات كالواقع؟ وهل حقق المنشقون ما يصبون إليه؟ وهل أدركوا مع أصحاب المنتديات ومشرفيها المفهوم الحقيقي للحرية التي يهجسون كلهم بها ويتحدثون عنها ويطالبون بها.
يستمر هاجس الحرية في خلايا الشبكة العنكبوتية، وتختلف تعريفاتها وأسلوب تطبيقها من شخص لآخر، ولكن لو سأل أي من المعرّفات ذاته. هل يلومني أحد لو مارست في المنتدى ما أمارسه في الضوء خلال حياتي الاعتيادية اليومية بالعمل والبيت؟ وربما في الإجابة تكمن الومضة الأولى لمعنى الحرية في العالم الافتراضي، وربما هناك مختلفة في سلوكية أخرى...
لكنْ، لو نظرنا إلى الواقع الإنترنتي لوجدناه يؤكد عكس ذلك، فالبعض يهرب من واقع ليعيش نمطا آخر من الحياة لا يستطيع إدراكه في يومه.

بقية الحديث:
ما زالوا يبحثون في دهاليز الإنترنت عن الحرية المطلقة... وما زالت الانشطارات مستمرة....





التعليقات

ياعزيزي تلك المنتديات ليست سوى منتديات "إلحادية" من طومار وخلافه ، والمتأمل لمحتويات تلك المنتديات لا يجد سوى اختلافاً في المسلمات كالخلق والعبودية والالوهية والربوبية والتوحيد. انهم يجعلون من الجرأة مع خالقهم نافذة للحرية. أحسنت المدينة بإغلاق تلك المواقع المشبوهة ... انهم يريدون ان يعيدوا كل متصفح لهم الى الجاهلية لا أعادهم الله لاهم ولا هي جاهليتهم .. طوماري سابق
الاسم طوماري سابق

ألاستاذ مازن , لقد ذكرت شيئا ونسيت اشياء !!! نسيت أو تناسيت مسالة الحجب والوصاية الكبرى من مدينة الحجب أنذاك ولم تتطرق لها وهذا عدم انصاف !!! ثانيا نسيت أيضا أن جل هذه المواقع تهتم بالاخبار المحليه والتي لاتأتي عادة في وسائل ألاعلام ألاخرى لحساسيتها أحيانا , والسلام ...!!!
الاسم فضل الشمري