الإزدواجية المقيتة

من يفكر في كثير مما يفعله ابناءهذا البلد بجدية سوف تنتابه موجات عارمة من الضحك !

ستجد الكثيرمن الناس يحافظ على الصلوات الخمس ويؤديها بكل إخلاص وهو على يقين و إيمان تام
بضرورة أدائها , وفي نفس الوقت هو ينتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر كي يفرغ الكم الهائل من رغباته الجنسية خارج الحدود , هذا إن لم يجد ما يبحث عنه داخل الحدود , وذات الشئ ينطبق على الكثير من بناتنا, فهي شديدة الحرص على أداء الصلاة , ولو أطلعت على هاتفها النقال ستجده مليئا بالأرقام , ولا تسأل عن الخافي , لا أريد أن أسترسل في هذه النقطة حتى لا أثير حساسية البعض .

وفي رمضان يظهر لنا أثر هذه الإزدواجية ظاهرا ومتجسدا بشكل واضح على الجسر الرابط بيننا وبين البحرين في فترة إجازة العيد لمن كانت إجازته قصيره أو ليس بمقدوره الذهاب لمكان أبعد , والغالبية العظمى منهم تسافر لملء (الطاسه) أو بشكل أوضح ليشرب هناك وبكل حرية ودون خوف من المساءلة , والغريب أن معظمهم كان حريصا على أداء صلاة التراويح والقيام ومنهم من سافر في العشر الأواخر الى مكة ليجب السيئات التي اقترفها طيلة أيام السنة الفائته ! وكأن المسأله هي نظام مقايضة ومنفعة تجارية ليس إلا .

كلامي ينطبق أيضا على الحج ....

و شبكات الدعارة والتسول في مكة وجدة هي أشهر من أن أتطرق إليها .

الربا وهو احدى الكبائر في الاسلام أصبح الكثير من المشايخ يتفننون في ايجاد الطرق الملتوية لتحليله وبيع صكوك القتاوي لمن يدفع أكثر , هناك مشايخ أصبحوا متخصصين في بيع هذه الفتاوي وأصبح الناس يطلقون عليهم إسم : (مشايخ البنوك) .

هل غاب صوت المنطق والضمير وأصبح عقل الإنسان معلقا على شماعة العبادات التي تخلصه وتدمح عنه أخطاءه و ما يعتقد هو في قرارة نفسه أنها من المحرمات ؟

هذه الإزدواجية في التفكير تعتمد لاشعوريا على منطق : (الرشوة) , رشوة الخالق بأداء العبادة نظير التغاضي عن الأخطاء والذنوب المنوي فعلها سلفا , و كأن الله لايعلم السر و العلن .

ويغرق العقل في سبات عميق ...

متى ينتهي كل هذا الهراء ويعاد تقييم الأمور ووضعها في نصابها الصحيح , وتصبح قيم العدالة والحرية هي القيم التي نؤمن بها ونطبقها أو نحاول قدر استطاعتنا تطبيقها على أرض الواقع ؟

على الأقل من سيخالف هذه القيم لن يكون مضطرا لدفع رشوة وهمية الى أي كان .

ولن نضطر لسماع ارشادات و نصائح و عظية يتبرع علينا بها أفسق خلق الله و أصلحهم .

وستكون أخطاء الكل واضحة ومكشوفة للعيان , وحتى إن كانت خفية لن يضطر أحد للتقليل من شأنها بحجة أن الله غفور رحيم , تعالى الله عما يفعلون .